• الحضارة الحديثة وتغير القيم

    الحضارة الحديثة وتغير القيم

    I- الحضارة والقيم : مفاهيم وخصائص

    أ- مفهوم الحضارة الحديثة

    هي : مجموع المفاهيم والقيم والعقائد والقوانين والمبادئ والعادات التي توجه حركة مجتمع ما ونشاطه من جوانبه المادية والمعنوية وتؤدي به إلى إبداع معارف علمية ومذاهب فلسفية ونظم سياسية واجتماعية واقتصادية، فضلا عن المنتجات المادية التي يفترض أن تعود بالنفع على أفراده.


    ب - مفهوم القيم

    القيم : هي عبارة عن المعتقدات التي يحملها الفرد نحو الأشياء والمعاني وأوجه النشاط المختلفة، والتي تعمل على توجيه رغباته واتجاهاته نحوها، وتحدد له السلوك المقبول والمرفوض والصواب والخطأ.


    ج- مفهوم القيم الإسلامية

    هي: مجمل الأخلاق الواردة في القرآن والسنة .أو تعارف عليه علماء الأمة يمتثل لها المسلمون في كل مجالات الحياة المختلفة ﴿ التصورات المضبوطة بضوابط الشرع الإسلامي ﴾


    د- من خصائص القيم الإسلامية

    1-أنها قيم فطرية :
    متأصلة في خلق الإنسان ومعبرة عن حاجاته ومطالبه الفطرية . {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)}سورة الروم

    2- أنها قيم إنسانية :
    عالمية يشترك الجميع في تقديسها وإن اختلفت الآراء حولها كالعدل والحرية والمحبة....الخ. وفي الحديث عنه  أنه قال:« إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق » .

    3- أنها قيم مرنة :
    تستجيب لحاجيات الناس الثابتة والمتغيرة زمانا ومكانا .قال تعالى : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) } سورة الأنعام



    II- تصنيف القيم بين الثبات والتغير

    أ- معنى منظومة القيم

    تعني: مجموعة من القيم المتجاورة والمتصلة والمنظمة.. التصنيف بين أصنافها ضروري ومركزي .


    ب - تصنيف القيم
    فقيم الغايات (القيم الضرورية/الجوهرية): هي القيم التي تطلب لذاتها وهي قيم مطلقة لا تختلف باختلاف الزمان ولا المكان ولا الأحوال تنحصر في (حفظ الضروريات الخمس:الدين والنفس والعقل والنسل والمال) ، ونحمد الله ان ديننا الإسلامي يدعو إلى هذه القيم على أحسن صورة وارفع نموذج .
    وهناك قيم الوسائل وهي التي تكون وسيلة لتحقيق قيمة أعلى منها ، وهذه تكون نسبية وتتغير في الزمان والمكان وحسب الأحوال وتكون في خدمة الغايات وتابعة لها.ومن أمثلتها المعرفة والصحة والثروة ، فقد يسعى الإنسان لجمع المال لا لمجرد الجمع ولكن لأنه يريد اتخاذه وسيلة لهدف آخر



    ج- التراتبية في القيم الضرورية
    يمكن ترتيب القيم الضرورية-حسب ترتيب الضروريات الخمس-كما يلي: (قيم عقلية ، قيم دينية ، قيم أخلاقية ، قيم بدنية). وبيان ذلك أن بناء الإنسان يبدأ أولا بالتفكير في بنيته.وعند وجوده ننتقل إلى سبل تطويره وتنميته للمحافظة على صحته (القيم البدنية).
    والإنسان لايعيش دون قيم ومبادئ وإلا كان حيوانا (القيم الأخلاقية). والإنسان أيضا محتاج إلى تنمية عقله وفكره بالثقافة ودراسة مختلف العلوم (القيم العقلية).
    والإنسان ميولا ته وغرائزه مرتبطة أكثر بما هو مادي.فلا بد له من مؤطر لقيمه (القيم الدينية).




    III- تغير القيم: تهديد للهوية أم انفتاح على العولمة

    أ- موقف العولمة من الخصوصيات الثقافية

    للعولمة سلبيات كثيرة في مختلف مجالات الحياة منها:
    - التفاوت الخطير بين البشر بزيادة غنى الأغنياء وفقر الفقراء وتزيد من ظاهرة الإقصاء الاجتماعي.
    - تهدد أنظمة اقتصاديات الدول خاصة الفقيرة وزيادة ديونها إلى المؤسسات الدولية وعجزها حتى عن سداد فوائدها .
    - وفي الجانب الأخلاقي هناك: ثنائية [ العنف والجنس ] التي تسعى إلى نشره بمختلف الوسائل وما تسببه من تدهور في السلوك والأخلاق ونشر الإباحية و الشذوذ . وتنمية الجريمة العالمية.
    - عمق التأثير في الثقافات وفي السلوك الاجتماعي وفي أنماط المعيشة. ومحاولة فرض قيم موحدة لدى جميع البشر في مختلف مجالات الحياة .
    - التهميش الذي تتعرض له القيم الأخلاقية بمستوياتها الثلاثة في السياسة والثقافة والاقتصاد .



    ب- المجتـــع المسلم من الممانعة إلى تقديم النموذج

    إن العالم الإسلامي لا يملك أن يمنع العولمة الثقافية من الانتشار، لأنها ظاهرة واقعية تفرض نفسها بحكم قوّة النفوذ السياسي والضغط الاِقتصادي والتغلغل الإعلامي والمعلوماتي التي يمارسها النظام العالمي الجديد. ولكن العالم الإسلامي يستطيع أن يتحكم في الآثار السلبية لهذه العولمة، إذا بذل جهوداً مضاعفة للخروج من مرحلة التخلف إلى مرحلة التقدم في المجالات كلِّها، وليس فحسب في مجال واحد، للترابط المتين بين عناصر التنمية الشاملة ومكوّناتها. والقضية في عمقها مرتبطةٌ بمدى قوة الإرادة الإسلامية وتماسك جبهة التضامن الإسلامي وتضافر جهود المسلمين كافة، في سبيل بناء النهضة الحضارية للعالم الإسلامي، بالعلم، وبالفهم، وبالوعي، وقبل ذلك كلِّه، بالإيمان واليقين والتضامن والأخوة الإسلامية.
    إن حقائق الأشياء تؤكد أن العولمة لا تمثّل خطراً كاسحاً ومدمراً، إلا على الشعوب والأمم التي تفتقر إلى ثوابت ثقافية، أما تلك التي تمتلك رصيداً ثقافياً وحضارياً غنياً، فإنها قادرة على الاِحتفاظ بخصوصياتها والنجاة من مخاطر العولمة وتجاوز سلبياتها .وعند المسلمين من ذلك ما يكفي. 

        الرجوع

  • تعليقات

    1
    السبت 30 ماي 2015 في 11:34

    مشكوووووووورين جدا وبارك الله فيكم

    • الإسم / المستخدم:

      البريدالإلكتروني (اختياري)

      موقعك (اختياري)

      تعليق


    2
    salma zwina
    الإثنين 8 يونيو 2015 في 22:07

    ana ohayikom 3ala hada almaw9i3 aljamil jidanwinktonguesmile

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق