• التفكر في الكون وأثره في ترسيخ الإيمان: آيات الأنفس والآفاق

    التفكر في الكون وأثره في ترسيخ الإيمان: آيات الأنفس والآفاق   

        
     
       I- التفكر: مفهومه وحدوده وفوائده

    أ- مفهوم التفكر وأهميته

    تعريفه:
    التفكر لغة : التأمل وإعمال الخاطر في الشيء .
    واصطلاحا : التدبر والاعتبار والتعمق والتركيز الموصل إلى معرفة الله سبحانه وتعالى

    أهميته :
    لقد دعا الله سبحانه عباده المؤمنين إلى النظر والتفكر والتأمل في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء . وحثهم على المداومة عليه ،وقد فعله الأنبياء كلهم. وواظب عليها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فكانت حياته كلها كذلك حتى قبل بعثته صلى الله عليه و سلم كما جاء في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حول بدء الوحي (... ) وهذا التفكر يثمر لصاحبه المحبة والمعرفة ويورث الجد والاجتهاد والعمل الدؤوب والحرص على اغتنام الوقت .



    ب - حدود التفكر

    أنفع التفكر : التفكر في الآخرة وفي آلاء الله ونعمه وأمره ونهيه وطرق العلم به وبأسمائه وصفاته.وفي كل ما خلقه الله وسخره حولنا للوصول إلى معرفته سبحانه ومحبته...
    أما التفكر فيما لم يكلف الفكر فيه. كالتفكر في كيفيه ذات الرب سبحانه مما لا سبيل للعقول إلى إدراكه فقد نهانا النبي صلى الله عليه و سلم عن التفكر في ذاته سبحانه كما في الحديث « تفكروا




    ج - شروط مساعدة على التفكر

    1) تقوى الله سبحانه والخوف منه وترك فضول النظر والقول .
    2) المداومة على تلاوة القرآن بتدبر وتمعن وتبصر.
    3) المداومة على الاعتبار وتذكر الموت والآخرة ومصير الإنسان بعد هذه الحياة الفانية .
    4) المداومة على إعمال العقل والتأمل فيما خلقه الله
    5) طلب العلم النافع من أجل الاستفادة منه ونشره بين الناس ...الخ.




    د - فوائد التفكر

    1) الاتصال الدائم بالله سبحانه من خلال التفكير الصحيح الذي ينتج قوة الإيمان،ويورث في القلب الخشية و الخشوع ودوام التوجه إليه سبحانه دون انقطاع .
    2) تكثير العلم واستجلاب المعرفة ،فالعلم النافع إذا حصل في القلب تغير حاله فانعكس ذلك على عمل الجوارح، فيزداد عمل الإنسان ويصلح حاله ويعلو شانه . 3) ترسيخ الإيمان وتنميته إلى درجة اليقين : بالتفكير في مخلوقات الله ودراسة الظواهر المختلفة ( بالبصر والبصيرة ) .
    4) مخافة الله والشعور برقابته ..مما يصرف المسلم عن الوقوع في المعاصي أو الجرائم قال تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)} سورة آل عمران .
    5) محبة الله سبحانه : والتي هي ثمرة التفكر المنتج للمعرفة، وهذه المحبة تحصل من التفكر في نعمه على الإنسان والتي لا تعد ولا تحصى « والنفس مجبولة على حب من أحسن إليها».




    II- التفكر منبع الإيمان ومنار الأعمال

    أقسـام التفكـر

    أنفع أنواعه أربعة أقسام :

    أ- التفكر في صفات الله تعالى وأفعاله لا في ذاته :
    فالتفكر في ذاته سبحانه وكيفيتها لا يؤدي إلى نتيجة أو علم ، والعقل البشري عاجز عن معرفة كنه بعض مخلوقات الله كالروح مثلا فكيف بالخالق سبحانه .

    ب - التفكر في القرآن الكريم :
    من خلال ملازمة تلاوته والتدبر والتفكر في معانيه ليفتح القلب ويزداد الإيمان. وتقوى الصلة به سبحانه
    و تعالى .


    ج- التفكر في أمور الآخرة :
    وخلودها وشرفها مقابل الدنيا الدنيئة ،والمسلم كلما ازداد علما بتفاصيل اليوم الآخر وما يحدث فيه ،إلا ازداد إيمانا وصلاحا وفعلا للخيرات .

    د- التفكر في الموجودات :
    فالكون كتاب مفتوح يورث التفكر فيه اليقين بعظمة خالقه سبحانه وتعالى والاتصال الدائم به، مما يثمر إيمانا واستقامة وعملا.





    III - نماذج للتفكر في الأنفس والآفاق

    أ- التفكر في الآفاق( الكون)

    قال تعالى : { وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ } الذاريات الآية : 20. ففي الكون من الآيات الناطقة بعظمة الخالق سبحانه ما لا يعد ولا يحصى ونكتفي هنا بالمثال التالي الذي يدل على دقة الله في خلق هذا الكون المذهل وللأرض ليكونا مهيئين لحياة البشرية انظر الكتاب المقرر صفحة 51

    ب - التفكر في آيات الأنفس قال تعالى : {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }الذاريات الآية : (21) أول ما يجب على الإنسان أن يتفكر فيه هي نفسه التي بين جبينه : كيف خلقه الله ؟ ولم خلقه ؟ وما مصيره ؟ وما مظاهر الإعجاز في خلقه ؟ وقد تحدث القرآن الكريم في آيات عديدة عن خلق الإنسان ومراحل تكوينه قبل أن يتوصل إليها العلم الحديث مؤخرا.قال تعالى في سورة المومنون : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)}. انظر التفاصيل في المقرر صفحة 52. 

        الرجوع

    التفكر في الكون وأثره في ترسيخ الإيمان: آيات الأنفس والآفاق   

        
     
       I- التفكر: مفهومه وحدوده وفوائده

    أ- مفهوم التفكر وأهميته

    تعريفه:
    التفكر لغة : التأمل وإعمال الخاطر في الشيء .
    واصطلاحا : التدبر والاعتبار والتعمق والتركيز الموصل إلى معرفة الله سبحانه وتعالى

    أهميته :
    لقد دعا الله سبحانه عباده المؤمنين إلى النظر والتفكر والتأمل في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء . وحثهم على المداومة عليه ،وقد فعله الأنبياء كلهم. وواظب عليها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فكانت حياته كلها كذلك حتى قبل بعثته صلى الله عليه و سلم كما جاء في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حول بدء الوحي (... ) وهذا التفكر يثمر لصاحبه المحبة والمعرفة ويورث الجد والاجتهاد والعمل الدؤوب والحرص على اغتنام الوقت .



    ب - حدود التفكر

    أنفع التفكر : التفكر في الآخرة وفي آلاء الله ونعمه وأمره ونهيه وطرق العلم به وبأسمائه وصفاته.وفي كل ما خلقه الله وسخره حولنا للوصول إلى معرفته سبحانه ومحبته...
    أما التفكر فيما لم يكلف الفكر فيه. كالتفكر في كيفيه ذات الرب سبحانه مما لا سبيل للعقول إلى إدراكه فقد نهانا النبي صلى الله عليه و سلم عن التفكر في ذاته سبحانه كما في الحديث « تفكروا




    ج - شروط مساعدة على التفكر

    1) تقوى الله سبحانه والخوف منه وترك فضول النظر والقول .
    2) المداومة على تلاوة القرآن بتدبر وتمعن وتبصر.
    3) المداومة على الاعتبار وتذكر الموت والآخرة ومصير الإنسان بعد هذه الحياة الفانية .
    4) المداومة على إعمال العقل والتأمل فيما خلقه الله
    5) طلب العلم النافع من أجل الاستفادة منه ونشره بين الناس ...الخ.




    د - فوائد التفكر

    1) الاتصال الدائم بالله سبحانه من خلال التفكير الصحيح الذي ينتج قوة الإيمان،ويورث في القلب الخشية و الخشوع ودوام التوجه إليه سبحانه دون انقطاع .
    2) تكثير العلم واستجلاب المعرفة ،فالعلم النافع إذا حصل في القلب تغير حاله فانعكس ذلك على عمل الجوارح، فيزداد عمل الإنسان ويصلح حاله ويعلو شانه . 3) ترسيخ الإيمان وتنميته إلى درجة اليقين : بالتفكير في مخلوقات الله ودراسة الظواهر المختلفة ( بالبصر والبصيرة ) .
    4) مخافة الله والشعور برقابته ..مما يصرف المسلم عن الوقوع في المعاصي أو الجرائم قال تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)} سورة آل عمران .
    5) محبة الله سبحانه : والتي هي ثمرة التفكر المنتج للمعرفة، وهذه المحبة تحصل من التفكر في نعمه على الإنسان والتي لا تعد ولا تحصى « والنفس مجبولة على حب من أحسن إليها».




    II- التفكر منبع الإيمان ومنار الأعمال

    أقسـام التفكـر

    أنفع أنواعه أربعة أقسام :

    أ- التفكر في صفات الله تعالى وأفعاله لا في ذاته :
    فالتفكر في ذاته سبحانه وكيفيتها لا يؤدي إلى نتيجة أو علم ، والعقل البشري عاجز عن معرفة كنه بعض مخلوقات الله كالروح مثلا فكيف بالخالق سبحانه .

    ب - التفكر في القرآن الكريم :
    من خلال ملازمة تلاوته والتدبر والتفكر في معانيه ليفتح القلب ويزداد الإيمان. وتقوى الصلة به سبحانه
    و تعالى .


    ج- التفكر في أمور الآخرة :
    وخلودها وشرفها مقابل الدنيا الدنيئة ،والمسلم كلما ازداد علما بتفاصيل اليوم الآخر وما يحدث فيه ،إلا ازداد إيمانا وصلاحا وفعلا للخيرات .

    د- التفكر في الموجودات :
    فالكون كتاب مفتوح يورث التفكر فيه اليقين بعظمة خالقه سبحانه وتعالى والاتصال الدائم به، مما يثمر إيمانا واستقامة وعملا.





    III - نماذج للتفكر في الأنفس والآفاق

    أ- التفكر في الآفاق( الكون)

    قال تعالى : { وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ } الذاريات الآية : 20. ففي الكون من الآيات الناطقة بعظمة الخالق سبحانه ما لا يعد ولا يحصى ونكتفي هنا بالمثال التالي الذي يدل على دقة الله في خلق هذا الكون المذهل وللأرض ليكونا مهيئين لحياة البشرية انظر الكتاب المقرر صفحة 51

    ب - التفكر في آيات الأنفس قال تعالى : {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }الذاريات الآية : (21) أول ما يجب على الإنسان أن يتفكر فيه هي نفسه التي بين جبينه : كيف خلقه الله ؟ ولم خلقه ؟ وما مصيره ؟ وما مظاهر الإعجاز في خلقه ؟ وقد تحدث القرآن الكريم في آيات عديدة عن خلق الإنسان ومراحل تكوينه قبل أن يتوصل إليها العلم الحديث مؤخرا.قال تعالى في سورة المومنون : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)}. انظر التفاصيل في المقرر صفحة 52. 

        الرجوع

  • تعليقات

    1
    الإثنين 17 نوفمبر 2014 في 00:55

    الله اجازيكم بالف خير..واوفقكم الى ما فيه الخير

    مجهود جبار...نتمنى لكم المزيد من التالق والعطاء

    • الإسم / المستخدم:

      البريدالإلكتروني (اختياري)

      موقعك (اختياري)

      تعليق


    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق