• تصفية الاستعمار وبروز العالم الثالث//3

        الدرس رقم 1     الدرس رقم 2     الدرس رقم 3     الدرس رقم 4     الدرس رقم 5

    تمهيد: تطور الوعي بضرورة التحرر في المستعمرات الإفريقية والأسيوية، في فترة ما بين الحربين. واستغلت بعض المستعمرات ظروف الحرب العالمية الثانية وظهور منظمة الأمم المتحدة وحركة دول عدم الانحياز للمطالبة بالإستقلال. وشكلت المستعمرات المستقلة نتيجة تخلفها الاقتصادي والحروب الأهلية ما سمي بالعالم الثالث.

     

    I أسباب ومراحل تصفية الاستعمار ونتائجه.

    1 – مواقف الدول الكبرى من قضية الاستعمار غداة الحرب العالمية الثانية:

    كان موقف الولايات المتحدة يتمثل في تصفية الاستعمار بالطرق السلمية وبتدخل منظمة الأمم المتحدة. لكن هدفها الحقيقي من تحرير المستعمرات هو الحصول على أسواق جديدة، ظلت مستغلة من طرف الدول الأوربية الاستعمارية. وكان موقف الإتحاد السوفياتي يتمثل في الصراع المسلح والمقاومة الشعبية للإستعمار، مثل ما حدث في أندونيسيا والفيتنام.

      

      

    2 – موقف الهيآت الدولية وأوضاع المستعمرات:

    تأسست منظمة الأمم المتحدة في 1945، ونص ميثاقها على حق الشعوب في تقرير مصيرها. وأصدرت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948. وعارضت الدول الاستعمارية تطبيق هذه المبادئ، خاصة فرنسا وابريطانيا، العضوين الدائمين في مجلس الأمن. وبعد استقلال أغلب المستعمرات عن طريق النضال المسلح والمقاومة الشعبية، خرجت الأمم المتحدة بقرار رقم 1514 في14 دجنبر سنة 1960 ينص على تصفية الاستعمار.

    وقامت الشعوب الحديث الاستقلال بتأسيس حركة دول عدم الانحياز سنة 1955 للدفاع عن استقلال باقي المستعمرات وتحقيق التوازن الدولي إبان الحرب الباردة.

      

    3 – تصفية الاستعمار في بعض الدول الأسيوية:

    - في الهند تزعم المقاومة غاندي ضد الاستعمار الإنجليزي. وتميزت بكونها مقاومة سلمية تدعو إلى عدم التعامل مع الاستعمار ومقاطعة بضائعه، مما اضطر ابريطانيا إلى التفاوض ومنح الاسقلال للهند سنة 1947، لكنه لم يحافظ على وحدته حيث انقسم إلى عدة دول هي: الهند وسريلنكا وباكستان الغربية وباكستان الشرقية التي أصبحت تعرف ببنغلاديش منذ 1971.

    - في الفيتنام كانت المقاومة مسلحة ضد الاستعمار الفرنسي بزعامة هوـ شي ـ منه. وتمكنت من الانتصار على الفرنسيين في معركة ديان بيان فو 1954. وانقسم الفيتنام إلى شمال إشتراكي وجنوب رأسمالي، ثم توحدت البلاد بعد انتصار الشمال على الولايات المتحدة التي تدخلت للدفاع عن الجنوب إبان الحرب الباردة.

      

      

    4 – تطور حركة التحرر في إفريقيا:

    برز الوعي بضرورة التحرر في إفريقيا بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة الظروف الدولية الجديدة (ظهور الأمم المتحدة، حركة عدم الانحيازن دفاع المعسكر الاشتراكي عن المستعمرات). وكذلك التحولات الاقتصادية والاجتماعية بإفريقيا. وأدت المقاومات المسلحة والدبلوماسية التي خاضتها الشعوب الإفريقية إلى استقلال المغرب وتونس وغانا وغينيا خلال الخمسينات من القرن الماضي، ثم الجزائر ودول إفريقيا السوداء خلال السبعينات. وتأخر استقلال بعض المستعمرات حتى السبعينات مثل أنغولا والموزمبيق وجيبوتي. وانتهى عهد الميز العنصري الذي عانت منه الشعوب الإفريقية خاصة روديسيا(زامبابوي حاليا) وجنوب إفريقيا.

     

    II - مفهوم العالم الثالث وحركة عدم الانحياز:

    1 - مفهوم العالم الثالث وبعض قضايا ومشاكل دوله:

    أطلق مفهوم العالم الثالث على الدول المتخلفة وهي الدول الحديثة الاستقلال. وأصبح يطلق عليها في نهاية القرن 20 الدول النامية أو السائرة في طريق النمو، وتعرف كذلك بدول الجنوب. وتضم هذه الدول حوالي 80  % من سكان العالم، لكنها لا تتمتع إلا ب 20  % من خيراته. عانت من الإستغلال إبان الاستعمار، ومن التدخل الأجنبي للسيطرة على خيراتها، مما أدى إلى حروب أهلية إبان الحرب الباردة. وأثقلتها الدول الرأسمالية بالديون فأصبحت تعاني مشكل المديونية.

      

      

    2 – حركة دول عدم الإنحياز، المبادئ والأهداف:

    تأسست عقب مؤتمر باندونغ 1955 بأندونيسيا من طرف الدول الحديثة الاستقلال. وأهم مبادئها: عدم التدخل في الصراع الدائر بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي، والتعايش مع النظم السياسية المختلفة. وأهم أهدافها: مساعدة الشعوب المستعمرة لنيل استقلالها وحل المشاكل في دول العالم الثالث بالطرق السلمية ودعم حق الشعب الفلسطيني في استرجاع أراضيه، ومواجهة مشاكل التنمية.

     

    III - أهم المجهودات المبذولة لمواجهة مشاكل العالم الثالث:

    1 – بعض السياسات التنموية في العالم الثالث بعد الحرب العالمية الثانية:

    حققت بعض الدول النامية تطورات اقتصادية هامة مثل الصين و كوريا الجنوبية و تايوان وسنغفورة. و أصبحت تعرف بالدول الصناعية الجديدة.     وحاولت دول أخرى تنمية فلاحتها لسد الحاجيات الغذائية المتزايدة مع ارتفاع عدد سكانها مثل الهند الذي حقق مشروع الثورة الخضراء بها نتائج هامة، وكذلك الصين التي أدمجت سياسة التصنيع في التنمية الزراعية. لكن أغلب دول العالم التللث تعاني من مشاكل الإكتفاء الذاتي ومن المديونية والفقر والأمية.

      

      

    2 – بعض التكثلات الاقليمية لدول العالم الثالث:

    أهم التكثلات السياسية هي حركة دول عدم الإنحياز ومنظمة الوحدة الإفريقية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وكلها تهدف إلى دعم السلام والأمن الدوليين وحل المشاكل بالطرق السلمية، والتعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

    أما التكثلات الاقتصادية فدورها محدود أمام المشاكل التي تواجهها دول العالم الثالث، ومنها إتحاد المغرب العربي ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة دول جنوب شرق آسياA.S.E.A.N. وغيرها.

        الدرس رقم 1     الدرس رقم 2     الدرس رقم 3     الدرس رقم 4     الدرس رقم 5

     

        الرجوع



    المصدر:http://www.madariss.fr


  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق