الدرس رقم 1

الدرس رقم 2

الدرس رقم 3

الدرس رقم 4

الدرس رقم 5

يشكل الإتحاد الأوربي تكثلا جهويا تمكن أهميته في قوته الإقتصادية والسياسية في العالم،إذن فماهي مظاهر الإندماج المجالي و الإقتصادي والمالي للإتحاد الأوربي؟وماهي العوامل المفسرة لهذا الإندماج؟وماهي حصيلته و آفاقه؟وماهي الرهانات والتحديات التي تنتظر الإتحاد الأوربي كتكثل جهوي؟

المقطع الأول: مظاهر الإندماج المجالي و الإقتصادي والمالية للإتحاد الأوربي
1 - مظاهر الإندماج المجالي للإتحاد الأوربي
تطورت المجموعة الأوربية للفحم والصلب المؤسسة منذ سنة 1951 من طرف (فرنسا ،ألمانيا،
إيطاليا،هولندا، بلجيكا، لوآسمبورغ) إلى مجموعة اقتنصادية أوربية بموجب معاهدة روما سنة 1957 لتأخذ المجموعة الأوربية في التوسع عبر مجموعة من المراحل.
من 1973 إلى 1995 : انضمام انجلترا-إيرلندا-الدانمارك-اليونان-فنلندا-السويد-النمسا- إسبانيا- البرتغال.
2004 : انضمام آل من استونيا –ليتوانيا – ليتونيا،التشك-سلوفاآيا – يلوفينيا- قبرص-مالطا.
2007 : انضمام رومانيا و بلغاريا.
وهكذا انتقلت بلدان الإتحاد الأوربي من 6 دول سنة 1957 تضم حوالي 175 مليون نسمة إلى 27 دولة تضم ما يقارب 500 مليون نسمة سنة 2007
وبتوسع الإتحاد الأوربي فإنه أصبح يشكل قوة مجالية وبشرية مهمة.
نصت معاهدة ماستريخت لسنة 1992 على إفرار المواطنة الوربية بحيث ان آل مواطن يحمل جنسية أحد بلدان الإتحاد يعتبر مواطنا داخل جميع بلدان افتحاد الأوربي مما يمنحه مجموعة من الحقوق (حق التنقل الحر والإقامة بالبلدان الأعضاء وحق الترشحوالتصويت في البلد الذي يقيم فيه إضافة إلى تمتعه (المواطن الأوربي) بحق الحماية الدبلوماسية والقنصلية.)

2 - مظاهر الإندماج الإقتصادي والمالي داخل بلدان الإتحاد الأوربي
تتعدد الأنشطة الإقتصادية بالمجال الأوربي ويمكن أن نميز في ذلك بين:
* الأنشطة الصناعية: حيث تتوفر دول الإتحاد الأوربي على مناطق صناعية رئيسية متعددة
(فرنسا،ألمانيا،انجلترا،بلجيكا)

* الأنشطة الفلاحية:تتوفر بلدان الإتحاد الأوربي على مجالات واسعة للزراعة وتربية
الماشية(اسبانيا،فرنسا،انجلترا،ألمانيا...) إضافة إلى الإنتشار الكبير للغطاء الغابوي بالمجال الأوربي.

* الأنشطة السياحية : تتنوع المراآز السياحية بدول الإتحاد الأوربي ويمكن ان نميز فيها بين المراكز السياحية الساحلية سواء على الساحل المتوسطي أو الساحل الأطلنتي،والسياحة الجبلية خاصة بإيطاليا وإسبانيا.

* الثروات المعدنية والطاقية: تتوفر بلدان الإتحاد الأوربي على ثروات طاقية و معدنية مهمة
(المحروقات،الفحم الحجري،الحديد)
إضافة إلى ذلك تتوفر دول الإتحاد الأوربي على عدة مدن متروبولية وهي بمثابة مجموهة من الأقطاب الحضرية التي تتحكم في الأنشطة الإقتصادية وتتميز بامتداد مجال إشعاعها(دولي،وطني جهوي،محلي) وتعتبر مدينتي باريس ولندن نموجا لذلك.

* أهمية شبكة المواصلات: يستفيد الإقتصاد الأوربي من شبكات المواصلات حيث توجد عدة محاور للمواصلات بين بلدان الإتحاد الأوربي مما يشجع محاور المبادلات التجارية بين مجال الإتحاد.إضافة إلى أهمية المونئ وقدرتها الاستيعابية (روما،برشلونة لشبونة، لندن...)
هذا وقد نهج الإتحاد الأوربي سياسة اقتصادية مشترآة منذ معاهدة روما وبعدها معاهدة ماستريخت،وذلك بتنسيق السياسات الإقتصادية لبلدان الإتحاد من أجل تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة مبنية على الرقابة و الإلتزام بالإنضباط على المستوى المالي وعلى مستوى الميزانية.إضافة إلى احترام قواعد السوق وتحقيق التضامن بين الأعضاء.

أما السياسة الفلاحية المشترآة فقد حددت أهدافها الرئيسية منذ معاهدة روما فيما يلي: الرفع من الإنتاج الفلاحي وتحسين مستوى عيش السكان بالمجال الريفي عن طريق الرفع من الدخل الفردي للفلاحين،وتمويلهم،وضمان استقرار الأسواق وضمان أسعار مقبولة للمستهلكين.
وقد توجت بلدان الإتحاد الوربي اندماجها الإقتصادي باعتماد عملة أوربية موحدة (الأورو) حيث أصبحت هذه العملة تنافس الدولار الأمريكي وتنافسه على الصعيد العالمي (المرتبة الثانية بعد الدولار).وقد شرع في التعامل بهذه العملة منذ 1999 في المجال المصرفي قبل ان تصبح العملة الرسمية لمعظم بلدان الإتحادانطلاقا من يناير2002 .

ثانيا: ماهي العوامل المفسرة للإندماج داخل بلدان الإتحاد الأوربي
1 - العوامل التاریخية والتنظيمية والإقتصادیة المفسرة للإندماج داخل الإتحاد الأوربي
أ - العوامل التاریخية:
ترجع فكرة تأسيس الإتحاد الأوربي إلى روبير شومان (الأب الروحي للإتحاد الأوربي) حيث يرجع له'الفضل في تأسيس المجموعة الأوربية للفحم والصلب منذ 1951 (المجموعة أسست سنة 1952 ) وكان يومئد وزيرا للخارجية الفرنسية.
وكان روبير شومان يهدف إلى توحيد الأمم الأوربية لوضع حد للصراعات بين الأمم الأوربية وخاصة
الصراع التقليدي بين فرنسا (موطنه) و ألمانيا سواء سنة 1871 او خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية وغيرها.بمعنى أن القضاءعلى هذا الصراع يتأتى من خلال إقامة تعاون اقتصادي بين الدول الأوربية.
تم بناء الإتحاد الأوربي عبر مجموعة من المحطات التاريخية يمكن إجمالها في:
1950 : تصريح روبير شومان الذي اخترح من خلاله إنشاء المجموعة الأوربية للفحم والصلب
معاهدة باريس لسنة 1951 التي أنشئت بموجبها المجموعة الأوربية للفحم والصلب.
معاهدة روما لسنة 1957 : إنشاء المجموعة الإقتصادية الأوربية.
1973 بداية توسع الإتحاد الأوربي بعد انضمام الدانمارك و إيرلندا والمملكة المتحدة.
1993 معاهدة ماستريخت: التي نصت على تعويض المجموعة الإقتصادية الأوربية بالإتحاد الأوربي.
1995 توقيع اتفاق شينغن الذي يقضي بتدويب الحدود بين دول الأوربي.
1995 اختيار الأورو آعملة موحدة من طرف المجلس الأوربي تم التعامل بهذه العملة آما يبق الذآر
انطلاقا من سنة 1999 في الميدان المصرفي واعتبر آعملة رسمية لبلدان الإتحاد انطلاقا من فاتح يناير 2002.
2007 : أصبح عدد الدول الأعضاء في الإتحاد الأوربي 27 دولة في الوقت الذي لم تتجاوز فيه دول المجموعة سوى 6 دول سنة 1957 .

ب - العوامل التنظيمية:
يسهر على تسيير الإتحاد الأوربي مجموعة من المؤسسات تختلف حسب مهامها:
المجلس الأوربي: يتكون من رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الإتحاد الأوربي ويكمن دوره في
تحديد التوجهات و الإختيارات العامة لسياسة الإتحاد ويكون مقر المجلس بعاصمة الدولة التي ترأس الإتحاد.
اللجنة الأوربية: تتكون من 27 مفوضا وتعمل على اقتراح وتفعيل سياسة الإتحاد الأوربي وتسهر على تطبيق المعاهدات .يوجد مقرها ببروكسيل.
مجلس الوزراء: يتكون من 27 وزيرا يعمل على تنفيد سياسة الإتحاد الأوربي .
البرلمان الأوربي: يتكون من 785 نائبا منتخبين من مواطني الإتحاد لمدة 5 سنوات مهمته التصويت على ميزانية الإتحاد ومراقبة اللجنة الأوربية (يوجد مقره في ستراسبورغ).
محكمة العدل: تتكون من 27 قاضيا و 9 وآلاء عامين يسهرون على احترام قوانين الإتحاد وتطبيق
المعاهدات (يوجد مقرها ب:لوكسمبورغ)
البنك المركزي الأوربي:يتكون من رئيس مجلس الإدارة ونائبه و أربعة أعضاء تكمن مهمته في مراقبة التقلبات النقدية والحفاظ على استقرار عملة الأورو.(مقره ب:فرانكفورت).

نستنتج مما سبق أن العامل التاريخي و التنظيمي يعتبر من اهم العوامل المفسرة للإندماج داخل الإتحاد الأوربي.

ج - العوامل الإقتصادیة المفسرة للإندماج في الإتحاد الأوربي
أدى توسع بلدان الإتحاد الأوربي إلى تزايد إمكاناته الفلاحية (ارتفاع الناتج الداخلي الخام،ارتفاع الساكنة الفلاحية ،ارتفاع حجم المساحة الصالحة للزراعة) تحول بذلك الإتحاد الأوربي إلى قوة فلاحية عالمية.
إلى جانب ذلك يفسر الإندماج الأوربي على المستوى الإقتصادي في اختصاص كل بلد في إنتاج أو تركيب جزء من منتوج صناعي معين.وتعتبر طائرة البوينغ نموذجا لذلك حيث تساهم في إنتاجها كل من فرنسا ألمانيا،ابريطانيا،إسبانيا،بلجيكا،هولندا إضافة إلى و.م.أ.كما يفسر الإندماج على المستوى الإقتصادي بوجود شبكة مهمة من المواصلات تربط بين بلدان الإتحاد الأوربي (خطوط متعددة للنقل السككي مع ما يميز قطارها من سرعة تصل إلى 250 كلم في الساعة)
نخلص مما يبق إلى أن هناك تعدد للعوامل المفسرة للإندماج في الإتحاد الأوربي (عوامل:
تاريخية،تنظيمية،اقتصادية)

ثالثا: الحصيلة الإقتصادیة للإندماج داخل الإتحاد الأوربي:
1 - مظاهر القوة الفلاحية:
- ارتفاع الإنتاج الفلاحي (القمح 136 مليون طن،الشمندر السكري 132 ملون طن،الأبقار 90 مليون رأس،الخنازير( 151 ملون رأس) وتتقدم بذلك بلدان الإتحاد الأوربي على الصعيد العالمي فيما يخص الإنتاج الزراعي.
- ارتفاع حجم وقيمة صادرات الإتحاد الأوربي من المواد الفلاحية ( 249 مليار دولار سنة 2003 ) مقابل 101 مليار دولار للولايات المتحدة الأمريكية.
يفسر تفوق الفلاحة الأوربية باعتماد بلدان المجال الأوربي على سياسة فلاحية مشترآة تهدف إلى تحقيق التكامل بين الدول الأعضاء.

2 - مظاهر القوة الصناعية للإتحاد الأوربي:
- ارتفاع الإنتاج السنوي من السيارات الذي يصل إلى 18.5 مليون سيارة.حيث تتوفر بلدان الإتحاد على عدة مراكز لإنتاج السيارات.
- ارتفاع إنتاج الإتحاد من الطائرات،طائرة "إيرباص" التي ارتفع الطلب العالمي عليها في العقود
الأخيرة منافسة ومتفوقة في نفس الآن على طائرة البوينغ الأمريكية.

3 - مظاهر القوة التجاریة:
ارتفاع قيمة المبادلات التجارية للإتحاد الأوربي حيث انتقلت من 240 مليار أورو سنة 1981 إلى حوالي 1000 مليار أورو سنة 2001 .كما تزايدت في نفس الفترة مساهمة الإتحاد الأوربي في المبادلات التجارية العالمي التي انتقلت من % 15 إلى % 18 من مجموع المبادلات التجارية العالمية.

* الإستثمارات الخارجية : ارتفعت الإستثمارات الخارجية المباشرة للإتحاد الأوربي حيث تمثل مساهمة الإتحاد الأوربي (% 28.3 من مجموع الإستثمارات الخارجية المباشرة بالعالم)وهو بذلك يشكل قطبا استثماريا عالميا.
 كما ترتفع الإستثمارات الداخلية للإتحاد الأوربي حيث يبلغ حجمها ( % 19.1 ).
كيف نفسر القورة الإقتصادية للإتحاد الأوربي؟
يمكن تفسير القوة الإقتصادية للإتحاد الأوربي بعدة عوامل:

مجالية:الإمتداد الجغرافي الكبير والمتزايد لدول الإتحاد الأوربي (وجود دول أخرى مرشحة للإنضمام إلبه)
بشرية: توفر الإتحاد الأوربي على ساآنة مرتفعة تقارب 500 مليون نسمة ( 2007 ) تتميز بتأهيلها وغناها.
الإرث الحضاري:كون الإطار المجالي للإتحاد الأوربي شهد عبر التاريخ مجموعة من التطورات
السياسية والإجتماعية آما شكل موطنا للعديد من الحضارات المختلفة.
أهمية البنيات التحتية المثمثلة في وجود شبكة هامة من المواصلات وكذا توفر بلدان الإتحاد على بنيات اقتصادية قوية .
إضافة إلى توفر المجال الأوربي على مقاولات عالمية عملاقة،يمكن أن نضيف كذلك الإرادة القوية لبلدان الإتحاد في تحقيق الإندماج . ارتفاع الإنتاج الإقتصادي وتزايد أهمية المبادلات التجارية الأوربية على الصعيد العالمي ...

رابعا:الرهانات المطروحة أمام الإتحاد الأوربي ورصد الآفاق المنستقبلية للإتحاد الأوربي
آثكثل جهوي عالمي
1 - الرهانات (التحدیات) التي تواجه الإتحاد الأوربي:
 الرهان الديمغرافي: على الرغم من آون ساكنة الإتحاد الأوربي تقارب 500 مليون نسمة ( 2007 ) فإن هذه الساكنة مهددة بالشيخوخة نظرا لضعف نسبة التزايد الطبيعي بدول الإتحاد،وبالتالي سيرتفع الطلب على اليد العاملة من الخارج لتغطية هذا النقص.إضافة إلى مشكل الهجرة خاصة السرية الذي تواججه بلدان الإتحاد الأوربي.
الرهان التنموي: تطمح بلدان الإتحاد الأوربي إلى تحقيق تنمية ناجعة ومستدامة إلا أنها تواجه عدة مشاكل من بينها تفاوت مستويات التنمية البشرية بين دولها (تفاوت الدخل الفردي ،القدرة الشرائية...)إضافة إلى رغبتها في تجاوز بعض الصراعات السياسية و الإجتماعية الموقوتة.

رهان تطوير المقاربة الجيوسياسية: وذلك عن طريق تشخيص الإكراهات وتنسيق البرامج بين دول الإتحاد الأوربي وشركائه.باعتماد الحوار البناء نحو اتحاد اوربي وفي لقيمه.

2 - الآفاق المستقبلية للإتحاد الأوربي:
جاء الدستور الأوربي بهدف تحقيق اندماج شامل بين بلدان الإتحاد.وتحقيق الوحدة السياسية ووحدة المواطنين،والبلدان الأعضاء وهو ما يسمح ب:
- تكريس حقوق المواطنين عن طريق إدماج الميثاق الأوربي للحقوق الأساسية(العدالة،المساواة، التضامن، الحريات، الكرامة...)و الإهتمام بهم (المواطنين).
فصل السلط،منح البرلمانات الوطنية وسائل أوسع للتدخل.
- خلق مجال للحرية والمساواة،والمن والعدل،ومحاربة الجريمة،الإعتراف بالقوانين المدنية بين الدول الأعضاء.
- تطوير السياسة الخارجية لبلدان الإتحاد واعتماد دفاع مشترك، إنشاء وآالة أوربية للتسلح ،وتعيين وزير للخارجية يمثل دول الإتحاد الأوربي على الصعيد العالمي.
- العمل على ضمان نجاح العملة الموحدة (الأورو).
إذا كان الدستور الأوربي يهدف إلى تحقيق اندماج شامل لدول الإتحاد فكيف نفسر عدم قبوله والمصادقة عليه من طرف العديد من الدول الأوربية؟
الهجرة القانونية: أمام التحدي الديمغرافي الذي تواججه دول الإتحاد الأوربي(تراجع نسبة الساآنة النشيطة مقابل ارتفاع نسبة الشيوخ) فإن اعتماد هذه البلدان على الهجرة القانونية هو الحل الوحيد لسد الخصاص في اليد العاملة في المستقبل القريب،وتقدر حاجيات الدول الأوربية من اليد العاملة ب 12 مليون .في غضون السنوات القليلة القادمة.
تعتبر ألمانيا وفرنسا من أهم الدول الأوربية استقبالا للمهاجرين بصفة قانونية.

خاتمة واستنتاج:
إذا كان الإتحاد الأوربي آتكثل جهوي قد نجح في تحقيق اندماجه الشامل على جميع المستويات
(مجاليا،اجتماعيا،سياسيا،اقتصاديا) فإن بلدان اتحاد المغرب العربي قد أعلن عن تاريخ وفاته منذ ولادته بفعل الصراعات السياسية الضيقة والمزعومة.
و أمام التحولات التي يعرفها عالم القرن 21 في ظل العولمة أصبح عالم القرن 21 بمثابة حلبة تتبارز داخلها التكثلات الجهوية ولا مجال فيها للدولة الواحدة إلا في إطار اندماجها الجهوي و إلا ستبقى تغرد خارج السرب إلى أن يتم ابتلاعها...

الدرس رقم 1

الدرس رقم 2

الدرس رقم 3

الدرس رقم 4

الدرس رقم 5

الرجوع

المصدر:www.madariss.fr