• الصين: قوة اقتصادية صاعدة//4

        الدرس رقم 1     الدرس رقم 2     الدرس رقم 3     الدرس رقم 4

     تمهيد: تعتبر الصين نموذجا حيا للدول النامية والقوى الاقتصادية الصاعدة التي أصبحت تنافس القوى العظمى على الصعيد العالمي بفضل الانفتاح والإصلاحات المعتمدة منذ 1979.   ¬ ارتفاع الناتج الداخلي الخام إلى 1576,6 مليار دولار وارتفاع مؤشر النمو الاقتصادي إلى حوالي 9,5 %
     

    النشاط الاول: مظاهر بروز الصين كقوة اقتصادية صاعدة في العالم

     1 – بعض مظاهر النمو الاقتصادي الصيني

     - ارتفاع مؤشر النمو الاقتصادي مابين 1998 و 2004 مقارنة مع بقية القوى الاقتصادية العالمية حيث ارتفع من 7,5 % إلى 9,5 %. ¬ ارتفاع معدل الدخل الفردي وانخفاض الفقر.

     - الاندماج في منظومة الاقتصاد العالمي. (انضمامها لمؤسسات مالية دولية للاستفادة من القروض).

      (انخراطها في منظمة التجارة العالمية لجلب الاستثمارات).

      هذه النهضة تعود إلى:

    - استفادة الصين من التوجهات الجديدة المتبعة (الانفتاح).

    - استفادتها من الاصىلاحات الاقتصادية المنجزة منذ 1978 والتي شجعت القطاع الخاص.

     ساهم هذا في تطوير عمليتي الإنتاج والمبادلات لتفرض الصين نفسها كقوة اقتصادية عالمية.

      

      

     2 – المكانة التي أصبحت تحتلها الصين كقوة اقتصادية عالمية

    تحتل الصين مكانة مهمة بين القوى الاقتصادية الكبرى حيث:

           -تحتل المرتبة 6 عالميا حسب حجم ناتجها الوطني الخام لسنة 2004.

           -تشكل قوة تجارية مهمة حيث تحتل المرتبة 6 حسب قيمة مداخيل صادراتها.

           - ارتفاع حجم استثماراتها الخارجية تحتل بها المرتبة 4.

           - ارتفاع وتزايد حجم الاستثمارات الخارجية في الصين وصلت إلى 60 مليار دولار سنة 2004.

      

      هذه الاستثمارات تلعب دورا أساسيا في بناء القوة الاقتصادية للصين حيث:             
    - تشغل نسبة مهمة من اليد العاملة.  
    - تساهم في الرفع من الإنتاج وحجم الصادرات.

      

     

    النشاط الثاني: مقومات القوة الاقتصادية للصين

     1 - خصائص الوسط الطبيعي للصين ومؤهلاته الاقتصادية

    الظروف الطبيعية: تتميز بالتنوع مناخيا وتضاريسيا:

     تضاريسيا:

     - السهول تنحصر في الشرق وتتميز بالانبساط

    -الصحاري بالشمال وال شمال الغربي (صحراء كوبي وصحراء طاكلامكان)

    - الهضاب (التبت) والجبال (لهملايا) بالوسط الغربي والجنوب وهي الغالبة على البلاد.

      

     منـــاخيا:

    - المناخ المعتدل بالشمال الشرقي  أمطار مهمة خلال فصل الشتاء.

    - المناخ المداري بالجنوب الشرقي أمطار كثيرة خلال فصل الصيف.

    - المناخ الصحراوي الجاف بالشمال.           

    - المناخ الجبلي بالوسط والجنوب.

      

      الشبكة المائية: مهمة خاصة بالشرق أنشأت عليها الصين سدود لتجميع المياه والتحكم في الفيضانات.

      رغم هيمنة الأراضي غير المستغلة (62 %) فإن الإمكانات المتاحة للاستغلال البشري جد مهمة خاصة بالمنطقة الشرقية منها: 
    - سهول خصبة رغم ضيق المساحة الزراعية (10,7 %)    
    - مجال غابوي مهم (12,5 %) يوفر إمكانات الرعي والخشب.
    - مجاري مائية مهمة تستغل لتوليد الطاقة الكهرومائية والسقي.

      

    * المناطق الغربية ظروفها الطبيعية سلبية تضعف إمكانية استغلالها بفعل المناخ الجاف.

       الظروف الطبيعية عموما سلبية ما يؤثر على النشاط الفلاحي بالصين.

    الثروات الطبيعية: تتوفر الصين على ثروات متنوعة وباحتياطات مهمة.

    المعدنية أهمها: الحديد الزنك الرصاص، البوكست والفوسفات... ¬ إنتاج مرتفع تحتل به المراتب المتقدمة عالميا.

    الطاقية أهمها: النفط والغاز، الفحم والكهرباء المائية والحرارية.
     تتركز هذه الثروات الطبيعية شرق البلاد باستثناء بعض آبار البترول والغاز بالغرب، تساهم في تحقيق النهضة الاقتصادية حيث توفر مواد أولية لأهم الصناعات وتساهم في جلب العملة الصعبة وتوفير الطاقة المستهلكة.

      

      

    2 - دور المقومات البشرية والتنظيمية في بناء القوة الاقتصادية بالصين المقومات البشرية:

     أول قوة بشرية في العالم (مليار و200 مليون نسمة تمثل بها 21 % من ساكنة العالم).

      تطبيق سياسة سكانية صارمة لتحديد النسل والتحكم في النمو الديمغرافي تتمثل في:

                     

    - سن سياسة الطفل الواحد         

    - تأخير سن الزواج إلى 25 سنة للإناث 30 سنة للذكور.

    - تشجيع استعمال موانع الحمل    

    - تخفيض التعويضات العائلية ابتداء من الطفل الثالث.

      هيمنة الفئة العمرية النشيطة (69 %) ¬ ما وفر يد عاملة جد مهمة بمؤهلات علمية وتقنية عالية وبأجور منخفضة وسوق استهلاكية داخلية كبيرة.

     تمركز أغلب السكان في القسم الشرقي الملائم من حيث الظروف الطبيعية وحيث تتمركز الأنشطة الاقتصادية والثروات .

     
      المقومات التنظيمية: تحافظ الصين على التنظيم الاشتراكي مع إدخال إصلاحات في إطار الانفتاح على الاقتصاد العالمي. وقد مر التنظيم بمرحلتين :

      المرحلة 1: مابين 1949 و1976 (مرحلة البناء الاشتراكي) في فترة حكم ماوتسي تونغ تميزت ب:

    - تأميم وسائل الإنتاج منذ 1950 (الأراضي المناجم المصانع..)

    -إعطاء الأولوية للصناعات الأساسية (الصلب) والتجهيزية.

    - تنظيم الفلاحة في إطار تعاونيات كبرى تعرف بالكومونات الشعبية.

      

      المرحلة 2: منذ 1978 (مرحلة الانفتاح والإصلاحات) في فترة حكم دينغ كيسياو بينغ تميزت بإدخال إصلاحات جديدة على الاقتصاد منها:

    -حل الكومونات الشعبية وتحويلها إلى مستغلات عائلية.

    -السماح بإنشاء مقاولات خاصة وتخفيف احتكار الدولة.

    - تشجيع التجارة الخارجية وجلب الاستثمارات الأجنبية.

      

        ساهمت المرحلة الأولى في التمهيد للإقلاع الاقتصادي وفسحت المجال المرحلة الثانية للتعاون الاقتصادي مع العالم الرأسمالي وتبادل  التكنولوجيا ليصبح التنظيم الاقتصادي الصيني تنظيما مختلطا (اقتصاد السوق الاشتراكي). 

      

     

    النشاط الثالث: خصائص الاقتصاد الصيني

      1 - القطاع الفلاحي خصائصه ومكانته العالمية            

     الإنتاج الزراعي: يتميز ب: 

    - التنوع (منتجات معيشية وصناعية تسويقية: قمح ذرة أرز شمندر قطن...)                            

    - ارتفاع الإنتاج وتحقيقه الاكتفاء الذاتي في أغلب المنتجات ويصدر جزء مهم منه إلى الخارج.

    - التمركز في القسم الشرقي (الأرز بالمنطقة المدارية، القمح في سهل منشوريا).

      

        الإنتاج الحيواني: تنتشر تربيته داخل البلاد (هضبة التبت والمناطق الجبلية) يتميز ب:

    -التنوع ( أبقار، أغنام، خنازير..)           

    - ارتفاع الإنتاج.

      

     عرفت الإنتاج الفلاحي في السنوات الأخيرة تطورا مهما رغم أن الإنتاج الحيواني يكاد لا يسد حاجيات البلاد ورغم هذا فالصين تحتل به  (الإنتاج) المراتب المتقدمة عالميا.

      

      

    2    –  مميزات الصناعة بالصين ومكانتها العالمية

    -الصين رابع قوة صناعية عالمية ب 7% من الانتاج الصناعي العالمي

    -تتعدد بها الانواع الصناعية: القديمة (النسيج، الصلب، الفولاذ، الميكانيكية، الكيماوية) والعالية التكنولوجيا (الكهربائية، الالكترونية، صناعة الفضاء). ¬ تحتل بها مراتب متقدمة عالميا.

    - تمركز النشاط الصناعي بالشرق نتيجة: وفرة اليد العاملة والثروات والبنيات التحتية والاستثمارات الخارجية.

      

     تقدمت مكانة الصين الصناعية العالمية هذه بفضل:

     - التكنولوجيا المتطورة المستوردة من الغرب.

    -اليد العاملة المؤهلة والرخيصة.

    -تزايد المقاولات الخاصة والانفتاح على الاستثمارات الخارجية.

     


      3 –  خصائص التجارة الخارجية ومظاهر قوتها          

     بنية التجارة:

      الصادرات: تهيمن عليها المعدات الميكانيكية والكهربائية والمواد المصنعة الاستهلاكية والكيماوية إضافة إلى المنتجات الفلاحية.

      الواردات: تهيمن عليها المواد المصنعة (ميكانيكية، استهلاكية، كهربائية) والمواد الكيماوية.

      الشركاء التجاريون أهمهم: دول جنوب شرق آسيا، الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان ثم باقي دول العالم.

     الميزان التجاري: يسجل الفائض.

      

    ساهم الانفتاح وإدماج اقتصاد البلاد في الاقتصاد العالمي في تضاعف حجم المبادلات الخارجية وتحسين وضعية البلد ضمن المصدرين العالميين.


    رغم هذه القوة والمكانة العالمية فاقتصاد الصين لا يخلو من المشاكل والتحديات أهمها:

    خضوع اقتصاد الصين للظروف الخارجية من حيث التزود بالمواد الأولية ومصادر الطاقة وكذا من حيث تصريف المنتجات .

    نتيجة ارتفاع الإنتاج ما يستدعي إيجاد أسواق خارجية.

    - ارتفاع الفقر بالبوادي ما يترتب عنه ارتفاع أعداد المهاجرين نحو المدن وخاصة الكبرى.

    نتيجة ضعف إمكانات الاستغلال لسلبية الظروف الطبيعية.

    -مستوى التنمية البشرية يبقى متوسطا بالرغم من النمو الاقتصادي.

    - مشكل التباين الإقليمي والمتمثل في: تمركز الساكنة والأنشطة والاستثمارات والمبادلات المبادلات الخارجية بالمنطقة الشرقية.

              ¨   ارتفاع حدة التلوث النهري بسبب النفايات الصناعية والمنزلية، ومعاناة السكان من التلوث الجوي والأمطار الحمضية وشرب المياه الملوثة ما يترتب عنه ارتفاع الوفيات نتيجة الأمراض التنفسية والتعفنية.

     رغم التحديات التي تواجه الصين فإنها استطاعت أن تفرض قوتها الاقتصادية عالميا، وتوفق بين التوجه الاشتراكي والاقتصاد الرأسمالي فأصبحت بذلك نموذجا حيا ومثالا يحتدا به في بلدان العالم الثالث

        الدرس رقم 1     الدرس رقم 2     الدرس رقم 3     الدرس رقم 4

     

        الرجوع




  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق