• مراحل تطور الفلسفة عبر التاريخ

    إن الحديث عن تاريخ الفلسفة , ما هو إلا حديث عن تطور الفلسفة , وعن المواضيع والقضايا الكبرى ,التي أفرزتها عصورها الذهبية وانشغل بها كبار الفلاسفة.وهو أمر ضروري , لفهم فلسفة, أي فيلسوف معين. لأن هناك ارتباط وتلازم بين الفلسفة وتاريخها, فكل موقف فلسفي , ينبني على مواقف فلسفية, سابقة عليه .إذن هناك علاقة بين المدارس والمذاهب الفلسفية . فمثلا: لكي نفهم عالم المثل عند أفلاطون. فلا بد لنا أن نطلع على فلسفة " يارمنيد"التي تقول بالثبات المطلق[الوجود موجود ألاموجود غير موجود ].( أي ليس هناك عدم في الوجود وإنما العالم ممتلأ تمام الملأ ). وعلى فلسفة "هيراقليط" التي ترى أن العالم في تغير وحركة دائمة ومستمر, لا تتوقف أبدا. إلى درجة, أنك لا تستطيع أن تستحم في النهر, ولو مرة واحدة.فجاءت فلسفة أفلاطون فلسفة توفيقية [هناك ثبات في عالم المثل-العالم الآخر-(فلسفة بارمنيد) و هناك صيرورة في عالم الظلال –العالم المادي الحسي-(فلسفة هيراقليط) ] .كما أننا لا نستطيع الخروج بفكرة واضحة, عن فلسفة ابن رشد, إذا لم نطلع على المشكلات الفلسفية. التي أثارها الفلاسفة السابقين له كالكندي والفارابي…إذن لكي يتسنى لنا فهم موقف فلسفي معين, فلا بد لنا من الرجوع إلى تاريخ الفلسفة

    إن الإطلاع على تاريخ الفلسفة يجعلنا نميز بين مراحل أربعة ,قطعتها الفلسفة عبر صيرورتها التاريخية

     

    الفلسفة  في العصر اليوناني

    مع بداية الفلسفة ظهرت تصورات مادية , طبيعة,كسملوجية تفسر الكون وترجعه إلى عناصر مادية متجاوزة بذلك النظرة الأسطورية ,باعتبارها اعتقادات فاسدة , وخرافات وهمية . لا تقبل البرهنة ولا الحجة,ولا تسمح بالحوار.ويعتبر طاليس على رأس الطبيعيين الذين أرجعوا أصل الوجود إلى عناصر مادية ,طبيعية .وبعدهم ظهر السفسطائيون ,الذين اهتموا بالجدل, من أجل الجدل , وفن الخطابة. وجعلوا من الفلسفة ضربا من التلاعب الكلامي. إذ كانوا يؤيدون القول الواحد, ونقيضه في نفس الوقت .وهذا ما أدى إلى شيوع النزعة الشكية , الريبية ,وفقدان الإيمان بوجود الحقيقة ,وشيوع القول بالنسبية . الإنسان هو مقياس كل شيء

    بعد هذا ظهر سقراط كفيلسوف مجدد ,فأحدث ثورة كبرى, في نطاق الفلسفة. إذ صب اهتمامه على الإنسان, بدل الطبيعة.فكان يقول: (أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك) . يقول عنه شيشرون:{…أنه أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض, وأدخلها إلى صميم المدن والبيوت}.ومعنى هذا أن سقراط , اهتم بالسياسة والأخلاق والاقتصاد . بدلا من البحث في الفلك والطبيعة .مستخدما منهج التهكم و التوليد . مصطنعا الجهل أمام محاوريه ,الذين يدعون المعرفة .وكان يقول : (أن أمه تولد النساء, وهو يولد الأفكار) .وبعد ذلك, أصبحت الفلسفة مع أفلاطون ,هي البحث في الوجود, عن الوجود الحقيقي الثابت , الذي لا يتغير. مستخدما منهج الحوار السقراطي . الذي تحول على يده إلى المنهج الجدلي الصاعد. مثال ذلك, كما هو عند أفلاطون الانتقال من الجمال الحسي, إلى الجمال الخلقي, إلى الجمال العقلي, إلى الجمال بالذات أو مثال الجمال

    أما مع أرسطو, فقد اهتمت الفلسفة بعلل الأشياء ومبادئها الأولى. أي البحث في أصل الوجود.ومهما يكن, فإن الفلسفة اليونانية ظلت مرتبطة بالبحث عن الحقيقة معتمدة العقل أو اللغوس كمنهج للبحث

    قاموس المصطلحات

    عالم المثل : ضد العالم المادي المحسوس عالم الظلال. أي عالم الثبات المطلق الأزلي الذي لا يتغير أو العالم الآخر

    صيرورة : الحركة والتغير أي الدياليكتيك

    كسملوجية : كونية

    الحوار : الجدل ونعني بالجدل الصاعد عند أفلاطون

    الانتقال من الأفراد إلى الأنواع إلى الجناس إلى المثل الأزلية

    السفسطائيون: هم الفلاسفة الذين احترفوا الجدل من أجل الجدل وسخروا الفلسفة لإثبات القضية ونقيضها قي نقس الوقت ويقال أم أنهم أول من سن التعليم بالمقابل

    الشك الريبي : الشك من أجل الشك

    النسبية : ضد المطلق( مثلا الماء له قيمة عالية, بالنسبة لسكان المناطق التي يعز فيه الماء, ولا قيمة له في المناطق التي يكثر فيها الماء

     

     

        الرجوع

    تعليقك


    تتبع مقالات هذا القسم
    تتبع تعليقات هذا القسم