• الظاهرة الإمبريالية في أواخر القرن 19م و مطلع القرن 20م//2

        الدرس رقم 1     الدرس رقم 2

    تمهيد وإشكال:

    نتج عن التحولات التي عرفها النظام الرأسمالي الاوربي منذ القرن 18  ميلاد حركات إمبريالية  أوربية خلال القرن 19  لجأت إلى أساليب متنوعة لفرض هيمنتها على العالم، فكان لذلك أثر كبير في تغيير الخريطة السياسية على المستوى العالمي.
    •فما دوافع ومبررات بروز الظاهرة الإمبريالية خلال القرن 19؟
    •ما طبيعة الوسائل والآليات التي وظفتها الدول الإمبريالية ؟
    •ما نتائج التوسعات الإمبريالية على مستوى الخريطة السياسية للعالم؟

     

     

    المقطع الاول: أهم دوافع الحركة الإمبريالية والمبررات التي روجتها لإخفاء طابعها التوسعي

    النشاط الاول: أهم دوافع انطلاق الحركة الإمبريالية من أوربا خلال القرن التاسع عشر

    أ‌) الدوافع الاقتصادية: في الوقت الذي استفاد فيه الانتاج الرأسمالي الأوربي من ضعف أجور العمال فإنه عانى من ضعف قدرتهم الشرائية التي لم تسمح بالرفع من مستوى الاستهلاك الداخلي للمنتجات الصناعية خاصة وأن سياسة الحمائية المتبعة من طرف جل الدول الاوربية حالت دون تصريف فائض الإنتاج بأوربا وهكذا اتجهت البلدان الأوربية في جو من التنافس الشديد للحصول على المستعمرات بهدف:
    1.البحث عن أسواق خارجية لتصريف فائض الإنتاج الرأسمالي .
    2. البحث عن المواد الأولية ومصادر الطاقة الضرورية للإنتاج.
    3. تحقيق المزيد من الأرباح.

     

    ب‌) الدوافع السياسية: سعت الدول الأوربية إلى تكوين امبراطوريات استعمارية شاسعة خارج القارة الاوربية بهدف التحكم في النشاط الاقتصادي للعالم بأكمله وبالتالي فرض هيمنتها السياسية وذلك بتزكية من المثقفين الاوربيين الذين اعتبروا أن عظمة الدولة تقاس بعدد سكانها ومساحتها.

     

    ج) الدوافع الاجتماعية : وجدت الدول الأوربية الإمبرايالية في السياسة الاستعمارية منفذا للخروج من المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها خاصة عندما يتعلق الأمر بالصراع الطبقي والفقر والبطالة وهكذا عملت على تصريف الفائض الديمغرافي وتوجيه المشاكل الاجتماعية نحو المستعمرات.

    تداخلت العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فتنافست الدول الأوربية في احتلال افريقيا وآسيا واجتهدوا في نفس الوقت في إيجاد مبررات تخفي أهدافهم التوسعية.

     

     

    النشاط الثاني: مبررات الدول الأوربية الإمبريالية لإخفاء أهدافها التوسعية:

    أ‌- مبرر ديني: ادعى الأوربيون أن احتلالهم لإفريقيا وآسيا ولأجزاء أخرى من العالم يمليه الشعور بالواجب اتجاه الشعوب المتأخرة حضاريا خاصة وأن رجال الدين زعموا أن واجبهم الديني كذلك يحتم عليهم نشر المسيحية وإنقاذ شعوب العالم.

     

    ب‌- مبرر اقتصادي واجتماعي:1.ضمان حرية الملاحة التجارية بحوض البحر الأبيض المتوسط والقضاء على عمليات الجهاد البحري.
    2. تقديم القروض للدول التي ترغب في تجديد هياكلها الاقتصادية والسياسية كالدولة العثمانية والمغرب.
    3. ضرورة الاستثمار خارج القارة الأوربية.
    4. تحسين الوضع الاجتماعي وتحقيق الرفاهية والأمن لشعوب الدول المستعمرة.

     

    النشاط الأول: الوسائل التي وظفتها الدول الاستعمارية لتحقيق أهدافها التوسعية:

     البعثات العلمية والاستكشافية : عملت الدول الإمبريالية على تمويل الحركات الاستكشافية وأصبحت المجالات والصحف تعرف الأوربيين بالمناطق البعيدة وتثير فضولهم بأخبار ومغامرات المستكشفين أمثال بارث ، ولفينغستون وستانلي وذلك بهدف توفير المعلومات الضرورية لتسهيل عملية الغزو العسكري.

     

     حركات تبشيرية: سخرت الدول الإمبريالية رجال الكنيسة للتبشير بالمسيحية وجمع المعلومات عن الشعوب التي تعاملوا معها وهكذا أرسلوا بعثات كاثوليكية وإنكلكانية وبروتيستانتية

    مما نتج عنه تسهيل نشر المسيحية.

     

    مناورات ديبلوماسية: عقدت الدول الإمبريالية عدة اتفاقيات تجارية مع الدول المستهدفة  بهدف الحصول عل عدة امتيازات ( اتفاقية بين الصين وبريطانيا سنة 1842 ) كما عقدت عدة مؤتمرات فيما بينها لتقنين التوسع وتنظيمه ( مؤتمري برلين الأول 1984 والثاني  1985و الاتفاق الودي 1904 ومؤتمر الجزيرة الخضراء 1906 م ) فكانت النتيجة هي  إخضاع المناطق المستهدفة وتسوية الخلافات.

     

    تدخل عسكري مسلح: سخرت الدول الإمبريالية طاقاتها العسكرية لفرض الاحتلال ( احتلال الجزائر مثلا) كما هددت باستعمال القوة لفرض امتيازات تجارية وسياسية ( معاهدة نانكين مثلا)

    وساعد ذلك بالتالي على إخماد المقاومة المسلحة وتوفير الأسواق الخارجية.

     

     

    النشاط الثالث: الأساليب التي سخرتها الدول الإمبريالية للسيطرة على المستعمرات:

    اختلفت الأساليب التي سخرتها الدول الإمبريالية للسيطرة على المستعمرات من الناحية الشكلية فقط كما هو واضح من خلال الجدول التالي:

     

     

    النشاط الثاني:دراسة مضمون خريطة تاريخية لاستخلاص مناطق نفوذ الدول الإمبريالية في نهاية القرن 19م.

    من خلال دراسة خريطة توزيع مناطق العالم بين الدول الإمبريالية سنة 1895 م يتضح أن جهود الأوربيين الاستعمارية تركزت على القارة الإفريقية والأسيوية على الخصوص حيث توسعت بريطانيا في  شبه القارة الهندية واستراليا وأمريكا الشمالية وعدة مناطق أخر في إفريقيا كما احتلت فرنسا الهند الصينية ومعظم دول إفريقيا أما هولندا فكان نصيبها الجزر المتناثرة جنوب شرق آسيا و احتلت بلجيكا الكونغو وسيطرت  البرتغال على أنغولا والموزامبيق أما إيطاليا فقد احتلت ليبيا والصومال و إسبانيا  شمال وجنوب المغرب.

     

    خاتمة:

    اتجهت الدول الإمبريالية  بعد سيطرتها على معظم دول العالم نحو نهج سياسة الاستغلال الاقتصادي المكثف فكان لذلك انعكاس سلبي على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لسكان المستعمرات

    مصطلحات:

    السياسة الحمائية: سياسة اقتصادية تستهدف حماية الاقتصاد الوطني من المنافسة الأجنبية عن طريق الرفع من قيمة الرسوم الجمركية

    حرب الافيون: هي الحرب التي قامت بها ابريطانيا في الصين بترويج مخدر الافيون لغزو الأسواق الصينية مابين 1839 و 1842م وقد مرت بمرحلتين.

    سياسة الدمج: سياسة استعمارية تستهدف إدماج سكان المستعمرات في قانون الدولة المستعمرة وأهدافها.

    الأوليكارشية : حكومة أقلية من الرأسماليين تسيطر على الاقتصاد وكذا دواليب السياسة.

        الدرس رقم 1     الدرس رقم 2

     

        الرجوع



     


  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق