•     الدرس رقم 1     الدرس رقم 2     الدرس رقم 3     الدرس رقم 4

     تقديم اشكالي :
    تبلغ مساحة جمهورية الاتحاد الهندي 3.287.590 كلم2 (الرتبة 7 عالميا) وعدد سكانها 1.148 مليار نسمة (الرتبة 2 عالميا) .وقد استفادت من تقسيم العالم الهندي سنة 1947 (من حيث المساحة ، السكان ، التجهيزات الصناعية ، المدن ...الخ ) . وكانت دائما تقدم كنموذج للدول المتخلفة . غير أن نموها الاقتصادي عرف ارتفاعا ملحوظا منذ سنة 1985 (الرتبة الرابعة عالميا على مستوى الناتج الداخلي الاجمالي)،مما جعلها تصنف ضمن القوى الاقتصادية الصاعدة . لكن هذا التطور لم ينعكس على المجتمع لذلك فالهند مازالت تعيش مظاهر التخلف بسبب تداخل عدة عوامل.
    - فما هي مظاهر الثورة الزراعية ؟وما هو دورها في نمو الاقتصاد الهندي؟
    - ما هي جوانب نمو القطاع الصناعي ودوره في تطور اقتصاد الهند ؟
    - وما هي مظاهر ثورة تكنولوجيا الاتصال ؟وما هو دورها في القوة الاقتصادية للهند على المستوى العالمي؟

      

    - مظاهر الثورة الزراعية في الهند والعوامل المفسرة لها

    1-مظاهر نمو الفلاحة الهندية وجوانب قوتها
    - تنوع الإنتاج وضخامته جعل الفلاحة الهندية تحتل المرتبة الرابعة عالميا .حيث تحقق الزراعة المعيشية إنتاجا ضخما، يأتي في مقدمتها الأرز(الرتبة 2 عالميا) القمح (الرتبة 2 عالميا) الذرة (الرتبة 5 عالميا) .كما تعرف بعض المنتوجات التسويقية فائضا في الإنتاج يوجه نحو التصدير،مثل الشاي (الرتبة 2 عالميا) قصب السكر (الرتبة 2 عالميا) القطن (الرتبة 2 عالميا) الحوامض (الرتبة 3 عالميا) .وعلى مستوى تربية الماشية تمتلك الهند ثاني اكبر قطيع من الأبقار في العالم ، غير آن الديانة الهندوسية تحد من الاستفادة من لحم البقر .
    - مساهمة الفلاحة بنسبة 17.5 % في الناتج الداخلي الخام وتشغيلها ل 52% من السكان النشيطين( 450 مليون شخص) وذلك حسب إحصائيات سنة 2010.
    - تحقيق الاكتفاء لثاني أكبر تجمع سكاني في العالم (1.148 مليار نسمة).
     

      

    2- العوامل المفسرة لنمو الفلاحة الهندية

    أ- الظروف الطبيعية :
    -التضاريس :
    نميز بين ثلاثة وحدات تضاريسية كبرى هي :
    * الهملايا : تنتصب في الشمال وهي جبال حديثة وتعد الأعلى في العالم . كما تلعب دور خزان مائي يغذي شبكة مهمة من الأنهار مثل الغانج ، براهما بوتر والهندوس .
    * السهل الهندي الغانجي : سهل رسوبي منبسط يتكون من إرسابات سميكة وخصبة . ونظرا لأهمية الرواسب في بعض جهات سهل الغانج ، فان هذا الأخير يتعرض باستمرار لخطر الفيضانات .
    *هضبة الدكن DEKAN : تمتد على 3/2 المساحة العامة وهي جزء من القاعدة القديمة . وقد أدى تعرضها لحركات الرفع الباطنية إلى ظهور سلاسل جبلية مرتفعة في الغرب (الكات الغربية 2630 م ) واقل ارتفاعا في الشرق (الكات الشرقية ) . وتحيط بالهضبة سهول ساحلية ضيقة في الغرب وأكثر اتساعا في الشرق . كما تحتضن هضبة الدكن معظم الثروات المعدنية .
    -المناخ يسود الاتحاد الهندي المناخ الموسمي نظرا للموقع في المنطقة المدارية والتعرض للرياح الموسمية . ويتميز هذا المناخ بوجود فصلين :
    * فصل الشتاء معتدل الحرارة وجاف (دور الهملايا كحاجز الرياح الموسمية الشتوية)ماعدا غرب الهملايا الذي يعرف بعض التساقطات المرتبطة بوصول اضطرا بات الجبهة القطبية . لكن ترتفع الحرارة خلال الربيع لتصل إلى أكثر من 50° في صحراء الطهار .
    * فصل صيف حار ومطير نتيجة هبوب الرياح الموسمية الصيفية سواء من الجنوب الغربي أو من الجنوب الشرقي . وهذه الرياح الرطبة تعطي أمطارا قوية وغير منتظمة (6000 مم في ألغات ع / 12000 مم بتشيرابونجي بمنطقة الاسام وما بين 1000-2000 في السهول الساحلية والغانج واقل من 1000 مم في الدكن واقل من 500 مم بصحراء الطهار ) مما يؤثر على النشاط ألفلاحي وتوزيع السكان .
    - التربة تربة فيضية خصبة في سهل الغانج تربة خصبة سوداء (الريكور) في شمال غرب الدكن التربة الحمراء الضعيفة الخصوبة في باقي المناطق ماعدا المناطق الجافة حيث التربة عقيمة بفعل تصاعد الأملاح (الجفاف).

    استنتاج : عموما ظروف طبيعية ملائمة للنشاط ألفلاحي حيث تقدر المساحة الصالحة للزراعة ب 56 % من المساحة العامة،بسبب اتساع السهول وأهمية التساقطات والتربة الخصبة والأنهار الكبرى.

      

    ب‌-الإصلاح الزراعي (منذ بداية الخمسينات ) :

    ركز الإصلاح الزراعي في الخمسينات على المشكل العقاري(كانت نسبة الفلاحين المالكين للأرض لا تتعدى 3/1 مجموع الفلاحين كما أن معظم استغلالياتهم تقل مساحتها عن 2 هكتار بسبب تركز الملكيات الكبرى بيد الزامندارات والمرابين ) حيث ألغى نظام الزمندار وحدد الملكية في 11 هكتار في البنجاب و 25 هكتار بالاسام . كما استهدف الإصلاح حماية الفلاحين من المرابين وتشجيعهم على تكوين تعاونيات. غير أن هذه الإصلاحات تحايل عليها كبار الملاكين الذين احتفظوا بأراضيهم ونفوذهم ،هذا إضافة إلى كونها إصلاحات سطحية .

      

    ج‌-الثورة الخضراء : (منذ تولي انديرا غاندي سنة 1966 )

    مع جفاف 1965-1966 ( الذي هدد بجماعة كبرى لولا المساعدات الخارجية وخلف 2/1 م ضحية ) تبين للمسئولين أن إعادة توزيع الأراضي لن يحل المشكلة بسبب النمو الديموغرافي السريع . لهذا اتجهوا نحو الزيادة في الإنتاج في إطار ما يسمى " بالثورة الخضراء " . وقد ركزت هذه الأخيرة على إدخال البذور ذات المردود المرتفع الزيادة في استعمال الأسمدة والمبيدات توسيع الأراضي السقوية . وقد تطلبت هذه الإجراءات استثمارات مهمة ودعم المنتوجات الفلاحية .
    ونتيجة للثورة الخضراء استطاعت الهند في الثمانينات تحقيق الاكتفاء الذاتي بل وفرت احتياطيا من الحبوب واجهت به جفاف 1987 دونما حاجة للمساعدات الخارجية . كما زادت مساحة الأراضي المزروعة من 118.7 مليون هكتار عام 50/1951 إلى 140.2 مليونا عام 1970، ثم إلى 142.2 مليونا عام 89/1990. كما زاد إنتاج الهند من الحبوب الغذائية من 50.8 مليون طن عام 50/1951 إلى 179.1 مليونا عام 93/1994.
    غير أن الثورة الخضراء انحصر تطبيقها في المناطق حيث الظروف الطبيعية والعقارية ايجابية (مثل : البنجاب وتاميل نادو ) بينما استمرت معظم المناطق تعتمد على الأساليب البدائية . كما أن الثورة وان عملت على حل معضلة الإنتاج إلا أنها لم تحل المشكل العقاري إذ مازال 10% من الفلاحين يملكون أكثر من 50% من الأراضي الزراعية في حين 33% لا يملكون شيئا . وهذا ما جعل 350 م فلاح يعيشون تخت عتبة الفقر خاصة مع تخلي الدولة مؤخرا عن مساعدة البادية في إطار عجز ميزانيتها إضافة إلى تعثر مشاريع توسيع القطاع السقوي .

      

      

    II- مظاهر الثورة الصناعية بالهند والعوامل المفسرة لها

    1-خصائص الصناعة الهندية ومظاهر تطورها

    -التطور المطرد للإنتاج الصناعي حيث تضاعف الإنتاج عشرات المرات ما بين 1950 و2005 خاصة بالنسبة لصناعات الصلب والسيارات والاسمنت والنسيج. وهكذا ازدهرت الكثير من الصناعات بالهند على رأسها :
    *صناعة النسيج : أهم الصناعات الهندية (28% من مجموعات الصادرات الهندية+ RM2 في إنتاج الحرير +RM3 في إنتاج النسيج القطني ). وتتركز في احمد أباد وبومباي والمدن الجنوبية . غير أنها تعاني من ضعف القدرة الشرائية في الداخل والمنافسة الحادة في الخارج .
    *الصناعة التعدينية : انطلقت منذ 1911 في جامشد بور . وتتركز حاليا في الشمال الشرقي حيث مناجم الفحم والحديد (44.3 م طن من الصلب ). والى جوارها ظهرت الصناعات الميكانيكية مثل معدات السكك الحديدية (كاليكونا) السيارات (بومباي) الطائرات (باكلور) ← شركة Hindoustan aeronies .
    *الصناعة العالية التكنولوجية : أصبحت تحظى بالاهتمام لتلبية حاجيات الهند من الآلات الدقيقة وهكذا ارتفع إنتاج المعادن الاليكترونية بل إن منطقة بانكلور أصبحت مقصدا للشركات المتعددة الجنسية المتخصصة في المعلوميات مثل I.B.M وMicrosoft بسبب تتوفر الهند على يد عاملة متخصصة ومهرة ورخيصة في هذا المجال .

    - مساهمة الصناعة ب24.4 % من الناتج الداخلي الخام وتشغيلها ل 14 % من السكان النشيطين حسب إحصائيات 2010.
    - ومن خصائص الصناعة الهندية كذلك تركز معظمها بالمناطق الساحلية حيث تتوزع على أربع مناطق وهي : منطقة كالكوتا بالشمال الشرقي، منطقة بومباي بالجهة الغربية، منطقة بنغالور- مادراس بالجنوب ثم منطقة دلهي – امريستار بالشمال.
     

     


    2-العوامل المفسرة للثورة الصناعية بالهند

    -الثروات الطبيعية : تتوفر الهند على معادن كثيرة تتركز معظمها في هضبة الدكن ويوجه جزء من الإنتاج نحو التصدير فهي مثلا تحتل المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الحديد،والسادسة في إنتاج البوكسيت ،و13 في إنتاج الزنك،و15 في إنتاج الفوسفاط،و16 في إنتاج الرصاص. أما بالنسبة لمصادر الطاقة فتحتل الرتبة 4 في إنتاج الفحم الحجري،و22 في إنتاج الغاز الطبيعي،و25 في إنتاج النفط.
    - استفادة الصناعة من اهتمام الدولة بالبحث العلمي ما مكن الهند من صنع القنبلة الذرية 1974 وإطلاق أول قمر صناعي وتطوير الصناعات الميكانيكية والصناعات الدقيقة .
    - إقدام الدولة على إحداث 83 منطقة صناعية خاصة ، من اجل توفير الظروف الملائمة لدخول الاستثمارات الأجنبية ← ارتفاع قيمة الاستثمارات الأجنبية من 1 مليار دولار سنة 1992 إلى 5 مليار دولار سنة 2006.
    - تشجيع الاستثمارات الأجنبية خاصة في المشاريع الموجهة نحو التصدير .
    - تخفيض العملة الهندية (الروبية) وجعلها قابلة للصرف .
    - تطبيق سياسة الخوصصة ←
    -- تحرير الواردات والتخفيض من الحقوق الجمركية وتشجيع الصادرات .

      

      

    III- مظاهر ثورة تكنولوجيا الاتصال بالهند والعوامل المفسرة لها

    1-مظاهر ثورة تكنولوجيا الاتصال بالهند
    يسجل قطاع تكنولوجيا الاتصال في الهند نموا سنويا جد مرتفع ،حيث تقوم الحكومة والقطاع الخاص بتشجيع المبادرات والاستثمارات في مجال تكنولوجيا الاتصال وأصبحت الهند دولة رائدة في إنتاج وتصدير برامج المعلوميات إلى أنحاء مختلفة من العالم وفي مقدمتها أمريكا الشمالية(67.7 %) ، أوربا الغربية (21.3 %)، أمريكا اللاتينية (5.9 %)، و بلدان آسيا (5.2%).وأصبحت نسبة النمو السنوي لقطاع الاتصال تصل إلى % 50.كما شيدت لها مراكز خاصة تستقر بها فروع شركات أجنبية مثل ميكروسوفت الأمريكية،ومنها على سبيل المثال مدينة بنغالور وحيدر أباد.

      

    2-العوامل المفسرة لتطور قطاع تكنولوجيا الاتصال
    تستفيد تكنولوجيا الاتصال من :
    - دعم الدولة بإحداث المعاهد و الجامعات، وتأسيس إدارة تكنولوجيا الإعلام منذ 1999 والتي قامت بخلق مراكز تكنولوجية داخل المناطق الاقتصادية بهدف استقطاب المقاولات الأجنبية وتشجيع هذه الأخيرة بالامتيازات الضريبية.
    - تهافت المقاولات الأجنبية على الهند مثل ABM وMICROSOFT التي زادت من نسبة استثماراتها في هذا القطاع نظرا ل : الـتأهيل الجيد للتقنيين و المهندسين الهنود ضعف أجورهم فالمهندس الهندي يتقاضى دخلا يقل بثلاث مرات عن نظيره الفرنسي وبخمس مرات عن مثيله بالولايات المتحدة الأمريكية و القدرة على تنفيذ البرامج و تسليمها بسرعة مما يمكن من تلبية الطلب في الوقت المناسب.

      

    الخاتمة:
    تمكنت الهند من تحقيق خطوات كبيرة في مجال التنمية الاقتصادية والتخلص من بعض مظاهر التخلف خاصة مع انفتاحها على الخارج واتجاهها نحو الاقتصاد الليبرالي ،مما مكن ميزانها التجاري من تحقيق فائض سنة 1993 . غير أن كل ذلك لم يمنع استمرار بعض مظاهر التخلف المرتبطة بالنمو الديموغرافي المرتفع :
    * مؤشر التنمية البشرية 0.519 ← الرتبة العالمية 119.
    * الناتج الوطني الإجمالي للفرد 1023 $ ← الرتبة العالمية 187 .

        الدرس رقم 1     الدرس رقم 2     الدرس رقم 3     الدرس رقم 4

     

        الرجوع




    تعليقك