• بروز قوى رأسمالية خارج أوربا: الولايات المتحدة الأمريكية واليابان //3

        الدرس رقم 1     الدرس رقم 2     الدرس رقم 3

    مقدمـة: خلال النصف الثاني من القرن 19 ومطلع القرن 20 لم تعد أوربا الغربية هي القوة الوحيدة المهيمنة على العالم بل برزت قوتان جديدتان هما: الولايات المتحدة الأمريكية واليابان.
    - فما هي عوامل ومظاهر بروز هاتان القوتان الجديدتان؟
    - وما هي نتائج ذلك؟

      

    І – ساهمت عدة عوامل في بروز الولايات المتحدة الأمريكية واليابان كقوتان رأسماليتان خارج أوربا:
    1- ظهور الولايات المتحدة كقوة عالمية جديدة:
    تحكمت عوامل داخلية وخارجية في تطور الاقتصاد الرأسمالي الأمريكي خلال منتصف القرن 19 وبداية القرن 20 وهي:

    ـ العوامل الداخلية: شهدت الولايات المتحدة الأمريكية عدة تطورات داخلية كارتفاع عدد السكان الناتج عن تدفق الهجرات من العالم القديم، وساهم الوافدون الجدد بخبراتهم ومواردهم في تطور الرأسمالية الأمريكية، كما أن  البورجوازية الأمريكية المستقلة عن أوربا عملت على توسيع مجال نفوذها وشكلت دولة قوية بعد قيامها بغزو  الجزء الغربي من البلاد بعد انتصارها في حرب الانفصال التي كانت حربا أهلية بين الشمال وولايات الجنوب وإقرار نظام فيدرالي.


    ـ عوامل خارجية: نهجت الولايات المتحدة الأمريكية في بدايات تأسيسها سياسة العزلة عن العالم الخارجي واهتمت بتقوية أسس الديمقراطية والاقتصاد بالداخل، لكنها انتهجت فيما بعد سياسة التوسع الإمبريالي التي دفعتها للمشاركة في الحرب العالمية الأولى.

     


    2- النمو الحضري:
    أدى الازدهار الصناعي إلى ازدياد عدد سكان المدن بمعظم دول أوربا خاصة فرنسا وإنجلترا، فظهرت التجمعات الحضرية الكبرى، وقد اقترن النمو الحضري السريع بعاملين، هما:
    ـ عامل رئيسي: انتشار الهجرة القروية.
    ـ عامل ثانوي: ارتفاع معدل التكاثر الطبيعي.

      

    3- بروز اليابان كقوة اقتصادية عالمية:
    عاشت اليابان في إطار نظام فيودالي تقليدي معزول عن العالم تسيطر فيه طبقة النبلاء، إلا أنه منذ أواسط القرن 19 شهدت البلاد تحولات اقتصادية ارتبطت بوصول أسرة "الميجي" للحكم (1868)، لتبدأ مرحلة الحداثة على طريقة النموذج الغربي واتبعت سياسة توسعية اقترنت بعهد حكم الإمبراطور "ميتسو هيتو" الذي اتخذ عدة إصلاحات مست مختلف الميادين:
    ـ  في الميدان السياسي: تم سن دستور للبلاد ينص على التعددية السياسية فنشأت عدة أحزاب.


    ـ في الميدان الاقتصادي: تم تشجيع القطاع الخاص وتولي الدولة إنشاء المصانع وتشجيع الأسر الغنية على إنشاء تركيزات مالية كبرى "الزايباتسو"، كما تم إصلاح النظام الضرائبي وإنشاء الأبناك واتخاد "الين" كعملة وطنية.


    ـ في الميدان الاجتماعي: تم إصلاح التعليم وإرسال بعثات طلابية للخارج وتحرير المرأة ومساواتها بالرجل.


    ـ في الميدان العسكري: تم تحديث الأسطول البحري، وتطوير صناعة الأسلحة، مما مكن اليابان من الانتصار على الصين (1895) وروسيا (1905).

      

      

    ІІ – مظاهر بروز الولايات المتحدة الأمريكية واليابان كقوتان اقتصاديتان جديدتان:
    1- مظاهر التفوق الأمريكي:
    تعددت مظاهر التفوق الاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية، حيث تضاعف الإنتاج الصناعي والفلاحي عدة مرات كما تطورت شبكة المواصلات والمبادلات التجارية وتقدم البحث العلمي باختراع مجموعة من التقنيات الحديثة كالهاتف  والتلغراف والكهرباء ونظام البورصة التي ساهمت بظهورها في تداول الأسهم وتطور الشركات الكبرى، كما أصبح التركيز الرأسمالي مظهرا من مظاهر نمو الرأسمالية الأمريكية، إذ ظهرت التروستات كمجموعة فورد و روكفيلر.

     


    2- مظاهر نمو الرأسمالية اليابانية:
    عرفت اليابان تطورا صناعيا كبيرا في أواخر القرن 19 وبداية القرن 20 خاصة في مجال الصناعة الثقيلة والصناعة الميكانيكية وصناعة النسيج، كما عرفت البلاد توسع شبكة المواصلات وتضاعفت الصادرات الصناعية والواردات  من المواد الأولية، مما جعل اليابان تحتل مصاف الدول الرأسمالية المتقدمة.

      

      

    ІІІ – نتائج بروز الرأسمالية الأمريكية واليابانية:
    1- على الصعيد الداخلي:

    ـ بالولايات المتحدة الأمريكية: أدى إلغاء نظام الرقيق إلى حرب أهلية بين الولايات الشمالية التي حررت العبيد نتيجة لتطورها الصناعي وحاجتها لليد العالمة والولايات الجنوبية التي تشبتت بالنظام العبودي لتركيزها على النشاط الفلاحي  والتي انتهت بانتصار الشمال.


    ـ اليابان: ركزت إصلاحات "ميتسو هيسو" على الصناعة وأعملت القطاع الفلاحي، مما أدى إلى تضرر الفلاحين بسبب ارتفاع الضرائب التي وصلت إلى 78% من الإنتاج الزراعي فقاموا بعدة ثورات قمعت بشدة.

     


    2- على الصعيد الخارجي:
    خلال مطلع القرن 20 أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوة الاقتصادية الأولى في العالم محتلة بذلك مكانة بريطانيا التي تراجعت للمرتبة الثالثة وراء ألمانيا.
    قامت السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية على عدة مبادئ من أهمها:
    التدخل السياسي والعسكري بأمريكا الوسطى، استخدام الدولار كأداة للتوسع، الاستثمارات الخارجية كوسيلة للهيمنة، فرض حرية المبادلات وتصريف الإنتاج الصناعي في الأسواق العالمية.
    أما اليابان فقد نهجت خلال نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 سياسة خارجية توسعية، حيث احتلت كوريا وجزءا من إقليم منشوريا الصيني وبعض جزر المحيط الهادي.

      

    خاتمـة:

    شكل صعود الولايات المتحدة الأمريكية واليابان اختلال في التوازن داخل العالم الرأسمالي الذي سيدخل مرحلة  التنافس الإمبريالي.

        الدرس رقم 1     الدرس رقم 2     الدرس رقم 3

     

        الرجوع




  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق